مَرْيمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السمَاءِ..) الآية.
فإن قلتَ: كيف قال الحواريُّون ذلك - وهم خُلَّصُ أتباعِ عيسى - وهو كفرٌ، لأنه شك في قدرة الله تعالى وذلك كفر؟! (١)
قلتُ: الاستفهامُ المذكورُ، استفهامٌ من الفعل، لا من القُدرة، كما يقول الفقير للغني القادر: هل تقدرُ أن تُعطيني شيئاً؟ وهذه تُسمَّى استطاعة المطاوعة، لا استطاعة القُدرة.
والمعنى: هل يسهُل عليكَ أن تسأل ربك؟ كقولك لآخر: هل تستطيع أن تقوم معي؟ وأنتَ تعلم استطاعته لذلك.
فإن قلتَ: لو كان ما ذُكر مراداً، لما أنكر عليهم عيسى بآخر الآية؟
قلتُ: إنكارُه عليهم إنَّما كان لِإتيانهم بلفظٍ، لا يليق بالمؤمن المخلص ذكره.


الصفحة التالية
Icon