١٥ - قوله تعالى: (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً في البَحْرِ يَبَساً لَا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى) أي لا تخاف إدراك فرعون، ولا تخشى غَرَقاً في البحر، وإلَّا فالخوفُ والخشيةُ مترادفان، وغَايَر بينهما لفظاً، رعايةً للبلاغة.
١٦ - قوله تعالى: (وَأضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى).
إن قلتَ: صدرُهُ يُغني عن عَجُزه، فكيف ذكر العَجُز؟
قلتُ: المعنى وما هداهم بعد ما أضلَّهم، فإِن المضلَّ قد يهدي بعد إضلاله، أو ما هدى نفسه، أو أضلهم عن الدِّينِ، وما هداهم طريقاً في البحر.
١٧ - قوله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأيْمَنَ..).
إن قلتَ: المواعدةُ كانت لموسى عليه السلام لا لهم، فكيف أضيفت إليهم؟.
قلتُ: لمَّا كانت لِإنزالِ كتابٍ لهم، فيه صلاح دنياهم وأُخراهم،