فإِن قلتَ: كيف قُرِّبت مع أنها لم تنتقل من مكانها؟
قلتُ: فيه قلبٌ أي وأزلف المتقون إلى الجنة، كما يقول الحاج إذا دنوا إلى مكة: قربت مكة منا.
١٣ - قوله تعالى: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)، جَمَع الشَّافعَ، وأفردَ الصَّديقِ، لكثرة الشفعاء عادةً وقلة الصديق، ولهذا قال الشافعي رضي الله عنه: ما في زمانِكَ من تَرْجُو مودَّتَه
ولا صَديقٍ إذا جارَ الزَّمانُ وَفَى
فعِشْ فَريداً ولا تَرْكَنْ إِلى أحَدٍ
هَا قَدْ نصحْتُكَ فيما قلْتُهُ وَكَفَى
١٤ - قوله تعالى: (ألاَ تَتَّقُونَ). إِلى قوله: وَمَا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِين) ذُكر في خمسة مواضع: في قصة نوحٍ، وهودٍ،
وصالحً، ولوطٍ، وشعيب (١).
١٥ - قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللهَ وَأطِيعُونِ).