فإن قلتَ: السمواتُ وما فيها أعظمُ من الأرض وما فيها بأضعافٍ، فما الحكمة في أنه تعالى خلق الأرض وما فيها في أربعة أيام، والسموات وما فيها في يومين؟
قلت: لأن السموات وما فيها من عالَم الغيب، والملكوت، والأمر، والأرضُ وما فيها من عالم الشَّهادة، والمُلْكِ، والخلق، والأولُ أسرع من الثاني.
أو أنه تعالى فعل ذلك في الثاني، مع قدرته على فعله ذلك دفعةً واحدةً، ليعرِّفنا أن الخلق على سبيل التدريج، لنتأنى في أفعالنا، فخلق ذلك في أربعة أيامِ لمصالحَ وحِكم اقتضتْ ذلك، ولهذه الحكمة خلق العالمَ الأكبر في ستة أيام، والعالَم الأصغر وهو الِإنسان في ستة أشهر.
٣ - قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهم سَمْعُهُمْ..) الآية.
قاله هنا بذكر " ما " وبحذفها في قوله في النمل: " حتَى إذَا جَاءُوا "، وفي الزمر " حتَى إذَا جَاءُوهَا " مرت، وفي الزخرف " حتَّى إذا جَاءَنَا "، لأن الكلام هنا في أعداء الله،


الصفحة التالية
Icon