فلمَ لم يقل: قلناه أوأنزلناه؟
قلتُ: الجَعْلُ يأتي بمعنى القول أيضاً، كقوله تعالى
" ويَجْعَلُونَ للَّهِ البَنَاتِ " وقوله " وَجَعَلوا للَّهِ أَنْدَاداً ".
٢ - قوله تعالى: (مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُون).
قاله هنا بلفظ " يَخْرصُونَ " وفي الجاثية بلفظ " يظنُّونَ " لأنَّ ما هنا متَّصلٌ بقوله " وجعلوا الملائكةَ الذينَ هم عبادُ الرحمنِ إناثاً " أي قالوا: الملائكةُ بناتُ الله، وإنَّ الله قد شاء منَّا عبادتنا إيّاهن، وهذا كذبٌ، فناسبه " يَخْرُصُونَ " أي يكذبون.
وما هناك متصلٌ بخلطهم الصِّدق بالكذب، فإنَّ قولهم " نموتُ ونحيا " صدْقٌ، وكَذَبوا في إنكارِهم البعثَ، وقولهم: " وما يهلكنا إلَّا الدَّهرُ " فناسبه " يظنون " أي يشكُّون فيما يقولون.
٣ - قوله تعالى: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا ابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ).
قاله هنا بلفظ " مهتدون " وبعده بلفظ " مقتدون " لأن