إن قلتَ: كيف وصف أهل النَّارِ فيها بأنهم مبلِسون، والبلسُ: هو الآيسُ من الرحمة والفرج، مع قوله بعدُ " ونَادَوْا يا مَالِكُ لِيَقْضِ علينَا ربُّكَ " الدالَّ على طلبهم الفَرَج بالموت؟
قلتُ: وقع كلٌّ منهما في زمنٍ، لأن أزمنةَ يومِ القيامةِ متعدَدة.
٩ - قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي في السَّمَاءِ إِلهٌ وَفي الَأرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الحَكيمُ العَلِيمُ).
إن قلتَ: هذا يقتضي تعدُّد الآلهة، لأن النكرة إذأ أُعيدت نكرة تعدَّدتْ، كقولك: أنتِ طالقٌ وطالقٌ؟
قلتُ: الِإله هنا بمعنى المعبود، وهو تعالى معبودٌ فيهما، والمغايرةُ إنما هي بين معبوديته في السماء، ومعبوديته " في الأرض "، لأن المعبود به من الأمور الِإضافية، فيكفي التغاير فيها من أحدِ الطرفين، فإِذا كان العابدُ في السماء غير العابد في الأرض، صدق أنَّ معبوديته في السماء غير معبوديته في الأرض، مع أن المعبود واحدٌ.
" تَمَّتْ سُورَةُ الزخرف "


الصفحة التالية
Icon