إن قلتَ: كيف قال في صفة أهل الجنَّةِ ذلك، مع أنهم لم يذوقوه فيها؟
قلتُ: " إلَّا " بمعنى " سِوَى " كما في قوله تعالى " وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ " أو الاستثناءُ منقطع أي لكنْ الموتةَ الأولى قد ذاقوها.
٦ - قوله تعالى: (يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ واسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ).
إن قلتَ: كيف وعد الله تعالى أهل الجنة بلبس " الاستبرق " وهو غليظ الديباج، مع أن غليظه عند السعداء من أهل الدنيا عيبٌ ونقصٌ؟
قلتُ: غليظ ديباج الجنة، لا يُشابه غليظ ديباج الدنيا حتى يُعاب، كما أن سندس الجنة وهو رقيق الديباج، لا يشابه سندس الدنيا.
وقيل: إن السُّنْدسَ لباس سادةِ أهلِ الجنة، والاستبرقُ: لباسُ خدمهم، إظهاراً لتفاوت الرُّتب.
" تَمَّتْ سُورَةُ الدخان "