للفواصل، أو صفةُ ذمٍّ للَّاتِ، والعُزَّى، ومناة التي هي ثالثة اللَّتيْن قبلها، فالْأخرى على هذا من التأخر في الرتبة.
٤ - قوله تعالى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الَأنْفُسُ..).
قاله هنا وبعدُ، وليس بتكرار، لأن الأول متَّصلٌ بعبادتهم اللَّات والعُزَّى ومناة، والثاني بعبادتهم الملائكة، والظنُّ فيها مذموم بقوله " إن الظَّنَّ لا يُغْني منَ الحقِّ شيئاً " أي لا يقوم مقام العلم.
فإن قلتَ: كيف لا يقوم مقامه، مع أنه يقوم مقامه في كثيرٍ من المسائل كالقياس؟
قلتُ: المرادُ هنا: الظنُّ الحاصلُ من اتّباع الهوى، دون الظنِّ الحاصلِ من الاستدلال والنظر، بقرينة قوله " إن يَتَّبعُونَ إلَّا الظنَّ وَمَا تَهْوى الأَنْفُسُ ".
٥ - قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلإنسانِ إِلَّا مَا سَعَى)
إن قلتَ: ثوابُ الصَّدقة، والقراءة، والحج، والدعاء، يصل إِلى الميِّت، وليس من سعيه؟
قلتُ: ما دلَّت عليه الآية مخصوصٌ بقوم إبراهيم وموسى، وهو حكايةٌ لما في صحفهما، أمَّا هذه الأمة فلها ما


الصفحة التالية
Icon