فإن قلتَ: ظاهرُه أن استغناءه بعد إتيانِ الرسل بالبيِّنات، مع أنه مستَغْنٍ دائماً؟!
قلتُ: معناه ظهر استغناؤه عن إيمانهم، حيث لم يُلجئْهم إليه مع قدرته على ذلك.
٣ - قوله تعالى: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً.. إلى قوله: أَبَداً).
ذكر مثلَه في الطلاق، لكنْ زادَ هنا " يُكَفِّرْ عنهُ سيّئَاتِهِ " لأن ما هنا تقدّمه " أبَشَرٌ يَهْدوننا " الآيات، وأخبر فيها عن الكفار بسيئاتٍ تحتاج إلى تكفيرِ، فناسب ذكر " يُكفِّر عنه سيئاتِه " بخلاف ما في الطلاق لَم يتقدَّمْه شيءٌ من ذلك.
٤ - قوله تعالى: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ..).
إن قلتَ: كيف قال ذلكَ، مع أن الهدايةَ سابقةٌ على الِإيمان؟
قلتُ: ليس المرادُ يهدِ قلبه للِإيمان، بل المرادُ يهده لليقين عند نزول المصائب، فيعلم أنَّ ما أخطأه لم يكنْ ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه، أو يهده للرضى والتسليم عند وجود


الصفحة التالية
Icon