(٣٦).
إن قلتَ: ما التوفيقُ بينه وبين قوله تعالى " لَيسَ لهمْ طَعَامٌ إلّاَ مِنْ ضَرِيعٍ " وفي آخَر " إنَّ شجرةَ الزقُّوم طَعَامُ الَأثيمِ " وفي آخَر " أُوْلئِكَ مَا يَأكُلُونَ في بُطُونِهِمْ إلّاَ النَّارَ "؟
قلتُ: لا منافاةَ إذْ يجوز أن يكون طعامُهم جميع ذلك، أو أنَّ العذاب أنواعٌ، والمعذبين طبقاتٌ، فمنهم أَكَلةُ غِسلين، ومنهم أَكَلةُ الضَّريع، ومنهم أكلةُ الزقُّومِ، ومنهم أَكَلةُ النَّارِ، لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ.
٦ - قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بَقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ. وَلاَ بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ).
إن قلتَ: لمَ ختمَ الأُولى بقلَّةِ الِإيمانِ، والثانيةَ بقلَّةِ التذكّرِ؟
قلتُ: لأن من نَسَبَ النبيَّ - ﷺ - إلى أنه شاعرٌ، وأنَّ ما أتى به شعرٌ فهو كافرٌ، وأنَّ من نسبه إلى الكَهَانة فإنما نسبه إليها لقلَّةِ تذكُّرِهِ في ألفاظ القرآن، إذْ كلامُ الكهَنَةِ نثرٌ لا شعر، فناسبَ ختمَهُ بقلَّةِ التذكّر، وختمَ الأول بِقلَّةِ الِإيمان.
" تَمَّتْ سُورَةُ الحاقة "