فإِن قلتَ: كيف استبعد زكريا ذلك، ولم يكن شاكاً في قدرة الله تعالى عليه؟
قلتُ: إنما قال ذلك تعجباً من قدرة الله تعالى، لا استبعاداً.
١٦ - قوله تعالى: (قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ..).
قال في حقِّ زكريا " يَفْعَلُ " وفي حقِّ مريم بعدُ " يَخْلُقُ " مع اشتراكهما في بشارتهما بولدٍ.
لأن استبعاد زكريا لم يكن لأمرٍ خارق، بل نادرٍ بعيد فحسن التعبيرُ بـ " يفعل ".
واستبعاد مريمُ كان لأمرٍ خارقٍ، فكان ذكر " الخلقِ " أنسب.
١٧ - قوله تعالى: (قَالَ آيَتكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَامً إِلاَ رَمْزاً..).


الصفحة التالية
Icon