وما جاء في تفسير كلمة الكفر من قوله تعالى: ﴿... إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ (١) وأشار ابن منظور إلى أن الكفر في اللغة التغطية، والكافر ذو كفر وتغطية لقلبه، والكافر كافر لانّ الكفر غطّى قلبه كله (٢). أمّا البقاعي فقد أشار إلى معنى قريب من المعنى الذي أشار إليه ابن منظور إذ يقول: ((والكفر: تضييع حق النعمة بجحدها)) (٣) فالأصل في الكفر هو التغطية تغطية الشيء وهذا الأصل في استخدام هذه اللفظة في اللغة، ولكن القرآن الكريم جاء بمعنى آخر لهذه اللفظة وأطلق عليه المعنى الشرعي، إذ نقل دلالتها إلى جحد نعمة الله سبحانه وتعالى التي أنعمها على عبادة، فالكافر غطاء على قلبه يبعده عن نور الإيمان والحق.
ومن الألفاظ التي انتقلت دلالتها في العصر الإسلامي والتي خصها البقاعي بالذكر لفظة ((العير)) في سورة يوسف في قوله تعالى: ﴿... جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ (٤) وأشار البقاعي إلى لفظة ((العير)) وهي: ((القافلة التي فيها الأحمال، والأصل فيها الحمير، ثم كثر حتى أطلق على كل قافلة تشبيهاً بها)) (٥) والأصل في العير هي الحمير، والعير جمع لا واحد له من لفظة، حتى انتقلت، دلالتها وأصبحت تطلق على قافلة الحمير. (٦).
(٢). لسان العرب مادة كفر: ١٤/٤٦٠.
(٣). نظم الدرر: ١٠/٣٨٥ و ١٧/١١ـ١٧.
(٤). يوسف: ٧٠.
(٥). نظم الدرر: ١٠/١٦٩ و١٩٤.
(٦). ينظر: جامع البيان: ١٣/١٨.