لقد بينت سابقاً أنّ المنطوق الصريح ما أقرّه المتكلمون يقابله عند الأحناف، عبارة النص، فالمنطوق الصريح: ((ما دلّ عليه اللفظ بالمطابقة أو التضمن)) (١) وهذا المصطلح خاص بالمتكلمين، إما الأحناف فعبارة النص: ((دلالة الكلام على المعنى المتبادر منه سواء أكان هذا المعنى مقصوداً من السياق أصالة أم تبعاً)) (٢) أي أنّ الكلام إذا دلّ على معنى؛ وكان هذا هو المقصود منه أولاً وبالذات سمّي ذلك معنى مقصوداً ((أصالة)) فإذا دلّ الكلام على معنى غير مقصود سمّي المعنى غير أصلي (تبعي)) فالأول مطابقة، والثاني التضمين. (٣)
أمّا البقاعي فلم أجد له أي تسمية عن المنطوق الصريح، إنّما تطرق إلى من دلالة المطابقة والتضمين التي تمثل عند المتكلمين المنطوق الصريح.
أ: دلالة التضمين :

(١). إرشاد الفحول: ٢/٥١٩، وينظر: أسباب اختلاف الفقهاء: ١٧٥.
(٢). أصول الفقه (بدران): ١٨١، وينظر: كشف الأسرار: ١/٦٨.
(٣). ينظر: ميزان الأصول: ١/٥٦٧، وأصول الفقه (بدران): ١٨١.


الصفحة التالية
Icon