وقد جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ (١) ينص البقاعي على دلالة الالتزام في هذا النص القرآني، فلفظة ((تبوّأ)) تدل على معنى اتخذ، وأصله الرجوع، فالمتبوأ: المنزل لأنه يرجع إليه المقيم فيه، فان الله سبحانه وتعالى، أنعم على بني إسرائيل بعد أن أنجاهم وأهلك عدوّهم آل فرعون وجعل لهم مكانا محمودا وهو بيت المقدس والشام، وقال تعالى( مبوأ صدق) أي فضل ذلك المنزل على غيره من المنازل، وكان المنزل لا يطيب إلاّ بالرزق وهذا ما عبّر عنه تعالى (مبوأ صدق) التي تدل على المنزل والرزق بدلالة الالتزام (٢)، إذ يقول البقاعي: (( ولما كان المنزل لا يطيب إلاّ بالرزق، وكان التعبير عنه بالمبوأ دالا على الرزق بدلالة الالتزام)) (٣).

(١). يونس: ٩٣.
(٢). ينظر: مجمع البيان: ٥/١٣٢.
(٣). نظم الدرر: ٩/١٨٩.


الصفحة التالية
Icon