ولهذا لا بد من التوضيح لهذا التجديد المرغوب في التفسير وعلوم القرآن على نحو مفيد ولهذا فان التجديد المنشود يدخل فيما اعتقد المجالات التالية :-
أولاً : ما حول مادة التفسير
ثانياً : مادة التفسير نفسها
ثالثاً : مناهج وطرق تدريس هذه المادة
أولا : التجديد فيما حول التفسير.
اقصد به العلوم أو المباحث التي تدرس قبل الدخول إلى مادة التفسير وهي ما يعطى عادة ضمن مسميات متعددة منها مثلا : مدخل إلى التفسير، علوم القرآن، وغير ذلك من العناوين التي لا تدخل إلى التفسير مباشرة وهي موضوعات تكثر أو تقل بحسب ثقافة الكاتب وسعة اطلاعه ولو أننا القينا نظرة عجلى على القوالب الشكلية لبعض فهارس بعض الكتب لوجدنا شيئاً عجيباً. ولنأخذ مثلاً كتاب السيوطي المسمى بالإتقان في علوم القرآن الذي يعد من خير ما ألّف في علوم القرآن الكريم فإنك تجده وقد جعل علوم القرآن في ثمانين علماً ولو ألقيت النظر على هذه العلوم لوجدتها على قسمين اثنين :
القسم الأول : علوم ليس لها دخل مباشر في تفسير القرآن بمعنى يمكن تفسير الآية أو الآيات بدون معرفة هذا العلم، أو يمكن أن يقال إن معرفته لا تؤثر إيجابا أو سلباً على تفسير القرآن الكريم من حيث هو تفسير لكلام الله تعالى.
القسم الثاني : قسم له دخل مباشر في التفسير ويؤثر إيجابا أو سلباً على فهم الآية الكريمة.
والتأثير السلبي ناشئ عن الخطأ في إدراك هذا العلم مثل المكي والمدني وأسباب النزول وغيرها مما يهم المفسر إدراكه قبل أن يدخل إلى تفسير الآية، وهذه الأقسام نفسها ترى تحتها من العناوين ما لا ينبغي أن يسمى علماً قائما برأسه، فهل هناك علم قائم برأسه وله أسس وأركان يقوم على معرفة الأشياء التي منها مثلاً : ما نزل في القرآن في السفر وما نزل في الحضر، وما نزل في الليل وما نزل في النهار، وما نزل بين السماء والأرض ؟! فهل هذه علوم ؟!


الصفحة التالية
Icon