٦- وأخيراً هناك اثر يروى عن ابن عباس رضي الله عنه يقول : التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها. وتفسيره لا يعذر أحد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله)(١)٧)
ويتناقل الناس هذا الأثر حتى اصبح من المسلمات في مقدمات الدراسة التفسيرية وبات الناقلون يتنافسون في تحديد أمثلة على القسم الأخير من هذا القول حتى عدوا من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله: الحروف المقطعة أوائل السور وما في القرآن من حديث عن أوصاف الله تعالى. والعجب أن أحداً ممن استشهد بهذا الأثر لم يذكر لابن عباس مثالا على هذا القول الذي هو أولا مصدره وثانيا : معروف أن التفسير في الأصل قائم على بيان معاني الكلمات القرآنية فهل هناك كلمة واحدة في القرآن لا يعلمها إلا الله ؟!
حتى أولئك الذين أقحموا الحروف المقطعة في هذا الباب جوبهوا برفض عنيف لهذا الفعل لأن العلماء اتفقوا على أن الحروف البنائية في أنفسها ليس لها معنى فكيف تدرج ضمن ما لا يعلم معناه إلا الله. وها نحن عبر العصور نرى المفسرين يقفون عند الآيات في جملها ومفرداتها وحروفها فلم نسمع أو نقرأ لواحد منهم عبر العصور أنه قال : إن هذه الجملة أو هذا اللفظ لا يعلم معناه إلا الله ؟!
ثانياً : ما يتعلق بمادة التفسير
من المعلوم أن المفسر القديم كان يقف عند كل كلمة في الآية الكريمة يحلل معناها ويبين اشتقاقها وإعرابها وكل ما يتعلق بها من هذه الحيثيات وغيرها.


الصفحة التالية
Icon