والواو نحو: ﴿هم وقود النار﴾، و﴿أنتم وأزواجكم﴾. وهذا على مذهب من سكن الميم.
وكذلك ﴿قالوا نعم فأذن﴾، و﴿قم فأنذر﴾، و﴿لا تقم فيه﴾، و﴿حم والكتاب المبين﴾. ﴿ومن يسلم وجهه﴾وشبهه.
فإن التقت الميم بالباء نحو ﴿آمنتم به﴾، ﴿وأن احكم بينهم﴾، و﴿كنتم به﴾، ﴿ومن يعتصم بالله﴾، و﴿أم بعيدٌ﴾، وما أشبهه، فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها.
فقال بعضهم هي مخفاةٌ لانطباق الشفتين عليهما، فانطباقهما على إحداهما. وهذا مذهب ابن مجاهد، في ما حدثنا به الحسين بن علي، عن أحمد بن نصر، عنه، قال: والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى، لأن لها صوتاً في الخياشيم، تواخي به النون الخفيفة.
وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر رحمه الله. قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقري: في أهل اللغة من يسمي الميم الساكنة عند الباء إخفاء قال: وقال سيبويه: المخفى بوزن المظهر.
وقال آخرون: هي مبينةٌ للغنة التي فيها. قال أبو الحسين بن المنادي: أخذنا عن


الصفحة التالية
Icon