ومنها: أن معاني (النهر) أيضاً السَّعة. والسَّعة ههنا عامة تشمل سعة المنازل وسعة الرزق والمعيشة، وكل ما يقتضي تمام السعادة السعة فيه. جاء في (البحر المحيط) :"ونَهَر: سَعة في الأرزاق والمنازل".
وجاء في (روح المعاني) :"وعن ابن عباس تفسيره بالسعة... والمراد بالسعة سعة المنازل على ما هو الظاهر، وقيل: سعة الرزق والمعيشة، وقيل: ما يعمهما".
ومنها: أن من معاني (النهر) أيضاً الضياء.
جاء في (لسان العرب) :"وأما قوله - عز وجل -: ﴿إِنَّ المتقين فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ فقد يجوز أن يعني به السعة والضياء، وأن يعني به النهر الذي هو مجرى الماء، على وضع الواحد موضع الجميع.. وقيل في قوله: ﴿جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ أي: في ضياء وسعة، لأن الجنة ليس فيها ليل، إنما هو نور يتلألأ".
وجاء في (معاني القرآن) للفراء: "ويقال: ﴿إِنَّ المتقين فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ في ضياء وسعة".
وهذه المعاني كلها مُرادةٌ مطلوبة، فإنَّ المتقين في جنات وأنهار كثيرة جارية، وفي سعة من العيش والرزق والسكن وعموم ما يقتضي السعة، وفي ضياء ونور يتلألأ ليس عندهم ليل ولا ظلمة.


الصفحة التالية
Icon