ومن الملاحظ أننا لا نجد جواباً للقسم الذي ابتدأت به السورة، وإنما نجد ما يدل عليه وهو هذه الآية. فجوابُ القسم محذوف ويُقَدِّرهُ النحاةُ (لتبعثن).
وهذا الحذف يتناسب هو والعجلة التي دلّت عليها النفس اللوامة وجَوّها - أعني جو العجلة - الذي طبعت به السورة.
ومن الملاحظات الأخرى في هذه الآية، أنها مرتبطةٌ بما ورد في آخر السورة وهو قوله: ﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى﴾ أجملَ ارتباط حتى كأنهما آيتان متتابعتان تأخذُ إحداهما بحجز الأخرى.
ثم قال بعدها:
﴿بلى قَادِرِينَ على أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾.
إن هذه الآية تتناسب هي وما ورد في آخر السورة من قوله تعالى: ﴿فَخَلَقَ فسوى﴾ إلا أن هذه تسويةٌ مخصوصة بالبنان وتلك تسويةٌ عامة. وكل آية موضوعة في مكانها المناسب فآية ﴿نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ مرتبطة بقوله: ﴿نَّجْمَعَ عِظَامَهُ﴾ فإن البنان عظام، فناسب ذلك بأن يكون بجنب ﴿نَّجْمَعَ عِظَامَهُ﴾. أما الآية الأخرى وهي ﴿فَخَلَقَ فسوى﴾ فهي مرتبطة بالخلق العام للإنسان، فناسب ذلك الإطلاق والعموم فناسبت كل آية موضعها.
وملاحظة أخرى في هذا التعبير، وهي أنه حذف منه عامل الحال، فقال: ﴿بلى قَادِرِينَ﴾ ولم يذكر عامله، ويقدره النحاة بقولهم: (بلى نجمعها قادرين) وهذا الحذف يتناسب أيضاً والعجلة التي دلّت عليها النفس اللوامة.