٤- ذكر صفتين للمذكور في سورة القيامة وهما: عَدَمُ التصديق وعدم الصلاة: ﴿فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلى﴾ ولكل منهما ذكر تهديدًا:
فلا صدّق... أولى لك.
ولا صلّى... فأولى.
ثم كرر هاتين الصفتين وأكَّدهما بمعناهما، فقال: ﴿ولاكن كَذَّبَ﴾ وهي بمعنى ﴿فَلاَ صَدَّقَ﴾ ثم قال: ﴿وتولى﴾ وهي إثباتٌ لعدم الصلاة وغيرها من الطاعات. فالآية الثانية تكرير وتوكيد لما نفاه عنه في الآية الأولى. ولذا كرر التهديد وأعاده، لأنه أعاد الصفتين كلتيهما بمعناها فقال: ﴿ثُمَّ أولى لَكَ فأولى﴾.
وعلى هذا فهو ذكر عدم التصديق وأكده بالتكذيب، وذكر عدم الصلاة وأكده بالتولّي، ولكلٍّ تهديدٌ ووعيد فكرره أربع مرات كل وعيد مقابل صفة.
٥- لقد ذكر صفتين كما أسلفنا في سورة القيامة، وهاتان الصفتان ليستا بدرجة واحدة من الضلال بل إحداهما أشدّ من الأخرى.
فالأولى: هي التكذيب أو عدم التصديق.
والأخرى: التولي ومنه عدم الصلاة.
وعدم التصديق أو التكذيب هو إنكار للإيمان من أساسه، فهو لم يصدّق بالرسالة ولا ببقية أركان الإيمان.
والثانية: عدم الصلاة. جاء في (فتح القدير) :﴿فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلى﴾ أي: لم يصدّق بالرسالة ولا بالقرآن ولا صلى لربه.. وقيل: فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه".