والجواب: أنه جمع بالعدول إلى كلمة ﴿حِلٌّ﴾ عدة معان في آن واحد كلها مرادة مطلوبة. ذلك أن كلمة ﴿حِلٌّ﴾ تحتمل معاني عدة:
منها: أنها تأتي بمعنى الحالّ والمقيم.
وقالوا: إن المقصود، تعظيم المقسم به، وهو أنه لما حل الرسول بمكة جمعت شرفين، شرفها هي الذي شرَّفها الله به، وشرف الرسول فازدادت تعظيماً على تعظيم وشرفاً على شرف، واستحقت بذلك القسم.
جاء في (البحر المحيط) :"إنه تعالى أقسم بها لما جمعت من الشرفين شرفها بإضافتها إلى الله تعالى، وشرفها بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإقامته فيها فصارت أهلاً لأن يقسم بها".
وجاء في (تفسير البيضاوي) :"أقسم سبحانه بالبلد الحرام، وقَيَّده بحلوله عليه السلام فيه، إظهاراً لمزيد فضله وإشعاراً بأن شرفَ المكان بشرفِ أهله".
وجاء في (التبيان في أقسام القرآن) :"إنه إذا كان الحل من الحلول، فهو متضمنٌ لهذا التعظيم مع تضمنه أمراً آخر، وهو الإقسام ببلده المشتمل على رسوله وعبده، فهو خيرُ البِقاع، وقد اشتمل على خير العباد. فجعل بيته هدى للناس ونبيه إماماً وهادياً لهم، وذلك من أعظم نعمه وإحسانه إلى خلقه".