ـ يدخلون: في قوله تعالى (فأولئك يدخلون الجنة)(١)النساء ١٢٤ ومريم٦٠، والبناء للفاعل دلالته أنه جعل الفعل للداخلين؛ لأن من أذن له الله في دخول الجنة أو النار فهو الداخل(٢)، فضلا عن أن البناء للفاعل يؤكد أن دخول الجنة أو النار يرجع إلى عمل العبد.
ـ حرم : في قوله (قد فصل لكم ما حرم عليكم)(٣)الأنعام ١١٩.
ـ نوحي : في (ما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم)(٤)يوسف ١٠٩
٢ـ الإسناد للمفعول :
ـ ترجعون : في الآية (ثم إليه ترجعون) البقرة ٢٨ وما ماثله في كل المواضع من الماضي والمضارع إذا كان من رجوع الآخرة(٥)، ودلالة البناء للمفعول أن الفعل متعد، لابد له من مفعول لإتمام التركيب، والفعل (رجع) يأتي لازما ومتعديا، والبناء للمفعول أفصح؛ لأن الفعل مسند لله في الأفعال السابقة لهذا الفعل في الآية (فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) فكان سياق هذا الإسناد أن يكون (ثم إليه مرجعكم)، لكنه كان يفوت تناسب الفواصل، فحذف الفاعل للعلم به(٦). أضف إلى هذا أن البناء للمفعول يجعل الإنسان مقهورا في عملية الإماتة والإحياء والإرجاع، فيرغب المحسن في ازدياد الخير، ويخشى المسيء عاقبته، فينتهي عما يفعل.
وعلى شاكلة هذا النموذج الفعل (سعدوا) في قوله تعالى: (وأما الذين سعدوا ففي الجنة)(٧)هود ١٠٨، فهذا الفعل صالح لأن يكون لازما ومتعديا، تقول: سعد زيد ـ بالفتح ـ وسعده الله، مثل (جبر)، تقول: جبر زيد وجبره الله(٨)، ومنه قول الشاعر(٩):
قد جبر الدين الإله فجبر وعور الرحمن من ولى العور

(١) السبعة ٢٣٧، والعنوان ٨١، والنشر ٢/٤٣، والإتحاف ١/٤٩٣
(٢) حجة ابن خالويه ١٢٧، والكشف ١/٣٩٧
(٣) العنوان ٩٢، والنشر ٢/٢٦٢
(٤) السبعة ٣٥١، والإتحاف ٢/١٥٥
(٥) تحبير التيسير ٨٦. والنشر ٢/٢٠٨
(٦) انظر : البحر ١/١٣٢
(٧) السبعة ٣٣٩، والإتحاف ٢/١٣٥
(٨) حجة ابن خالويه ١٩٠
(٩) الشاهد من بحر الرجز، وهو موثق في حجة ابن خالويه ١٩٠


الصفحة التالية
Icon