وحجة من قال بأنها جواب أنها تنصب في المواضع التي تنصب فيها الفاء، فتوهم أنها جواب"، ونقل عن سيبويه "والواو تنصب ما بعدها في غير الواجب من حيث انتصب مما بعد الفاء، والواو معناها ومعنى الفاء مختلفان، ألا ترى في :(لا تنه عن خلق وتأتي مثله) لو أدخلت الفاء هنا لأفسدت المعنى، وإنما أراد أن لا يجتمع النهي والإتيان، وتقول: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، لو أدخلت الفاء فسد المعنى"، فسيبويه يوضح أنها ليست بجواب(١)، وذهب الكوفيون إلى أن الواو هنا واو الصرف، وهى كقولك: لا يسعني شئ ويعجز ـ بالنصب ـ عنك، وبهذا أخذ الطبري، ورفض النصب على الجواب، حيث قال عن هذه القراءة: "إني أظن بقارئه أنه توخى تأويل قراءة عبد الله (فلا نكذب) بالفاء، على وجه جواب التمني بالفاء، ومعناه: لو أنا رددنا إلى الدنيا ما كذبنا بآيات ربنا ولكنا من المؤمنين" ثم قال: "فإن يكن الذي حكى عن العرب من السماع منهم الجواب بالواو وثم كهيئة الجواب بالفاء صحيحا، فلا شك في صحة قراءة من قرأ بالنصب على جواب التمني بالواو، على تأويل قراءة عبد الله بالفاء، وإلا فإن القراءة بذلك بعيدة المعنى من تأويل التنزيل، ولست أعلم سماع ذلك من العرب صحيحا، بل المعروف من كلامها الجواب بالفاء والصرف بالواو"(٢).
(٢) جامع البيان ١١/٣١٨