ويرى د. إبراهيم أنيس إن اتسام القبائل البدوية بالإدغام يعود إلى أن القبائل البدوية تميل إلى السرعة في النطق وتلمس أيسر السبل، فتدغم الأصوات بعضها في بعض، وتسقط منها ما يمكن الاستغناء عنه دون إخلال بفهم السامع(١)، ويضيف تفسيرا آخر ـ ربما كان بدعا فيه من الباحثين ـ اعتمد فيه على معطيات الدرس الصوتي الحديث، يقول فيه: "إن اختلاف القبائل العربية في الإظهار والإدغام في الفعل المجزوم أو الأمر منه، ليس له سر سوى اختلاف موضع النبر بين هذه القبائل ؛ ففي التزام الحجازيين فك الإدغام نقل النبر من موضعه إلى الذي قبله ؛ لأن الجزم يختصر أواخر الكلمات(٢). وهذا التفسير يقتضي أن نرصد بإيجاز مواضع النبر في الكلم العربي لإيضاح التفسير.
ـ مواضع النبر في الكلم العربي:
١ـ يقع النبر على المقطع الأخير إذا كان (ص م ص) أو (ص ح ص ص) مثل: (نستعين ونستقر) في حالة الوقف.
٢ـ ويقع على المقطع قبل الأخير في الحتلات الآتية:
ـ إذا كان قصيرا والأخير متوسط في كلمة ذات مقطعين، مثل: (كتب)، أو يسبقهما ساكن؛ لا ينطق به إلا من خلال همزة وصل، مثل: (اخرجي).
ـ إذا كان متوسطا والأخير قصير، مثل: (يرتدّ) بتشديد الدال.
ـ إذا كان متوسطا والأخير متوسط، مثل :(علّم) بتشديد اللام وإسكان الميم.
ـ إذا كان طويلا اغتفر فيه التقاء الساكنين، مثل: (الضالين، الطامة).
٣ـ يقع على المقطع الثالث من الآخر في الحالات الآتية:
ـ إذا كان قصيرا بعده قصيران مثل: (علمك) بفتح الكاف.
ـ إذا كان قصيرا بعده قصير ومتوسط مثل: (علمك) بإسكان الكاف.
ـ إذا كان متوسطا بعده قصيران مثل: (بيتك) بفتح الكاف.
ـ إذا كان متوسطا بعده قصير ومتوسط مثل: (يرتدد) بإسكان الدال.

(١) في اللهجات العربية ١٤٩. والنبر stress هو وضوح نسبي لمقطع من المقاطع، إذا قورن بقية المقاطع في الكلمة. انظر : التطور اللغوي ١٢٦.
(٢) في اللهجات العربية ١٤٩


الصفحة التالية
Icon