ـ سيناء : المؤمنون ٢٠ قرئ بفتح السين وبكسرها، والفتح قراءة حفص(١). وفي تحليلها ذكر العلماء أن (سيناء) بالفتح على وزن فعلاء ـ بالفتح ـ وهمزتها للتأنيث، أما كسرها فعلي وزن فعلاء ـ بالكسر ـ وليست الهمزة للتأنيث؛ إذ لا يكون اسم مؤنث في العربية بكسر الفاء، والكسر لغة بنى كنانة، والفتح لغة سائر العرب(٢). وتحليلهم هذا يفيد أن الفتح لغة القبائل الحجازية والقبائل البدوية معا؛ مما يخالف ما زعمه المستشرقون من تقسيم الجزيرة.
وفي ضوء الدرس الصوتي الحديث يرى الباحث أن الأصل في (سوء وسيناء) هو الصوت المركب(٣)(aw) في (سوء) و(ay) في (سيناء). أما القراءة الأخرى فهي نوع من التسهيل، وسبيل التسهيل انكماش الصوت المركب(٤)، فتحول في (سوء) من (aw) إلى ضمة ممالة طويلة (o) فأصبحت (سوء) بالضم، وتحول في (سيناء) من (ay) إلى كسرة ممالة طويلة (o ).
فأصبحت (سيناء) بالكسر، وأثر هذا على البنية المقطعية للكلمة؛ حيث حول مقطعها الأول من المتوسط المغلق بصامت إلى المتوسط المفتوح.

(١) السبعة ٣١٦، ٤٤٤، والعنوان ١٠٣، ١٣٦، والنشر ٢/٢٨٠، ٣٢٨
(٢) الكشف ٢/١٢٦، والجامع ٥/٤٥٠٧، والبحر ٦/٤٠١
(٣) الصوت المركب هو كل صوت لين ساكن مفتوح ما قبله. انظر التطور اللغوي ٧٨
(٤) انكماش الصوت المركب سمة من سمات اللهجات العربية، يقول د. مختار عمر "واللهجات العربية تميل إلى التخلص من نصف العلة المشكل بالسكون والمفتوح ما قبله عن طريق تغييره هو والفتحة قبله بحركة طويلة من جنسه"، ويضيف أن "انكماش الصوت يترتب عليه تماثل بين الأصوات الصانعة والصامتة". انظر : دراسة الصوت اللغوي ٣٩٣


الصفحة التالية
Icon