ـ ضعف: الروم ٥٤، قرئ بفتح الضاد وبضمها، وبهما قراءة حفص(١)وهذه الكلمة هي فحسب خالف فيها حفص عاصما، يقول حفص: "ما خالفت عاصما في شئ مما قرأت عليه سوي حرف الروم: (ضعف)(٢)، والفتح قراءة عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن على بن أبى طالب عن رسول الله - ﷺ - والضمّ أخذ به حفص اتباعا للأثر المروي عن ابن عمر؛ حيث إنه قرأ على رسول الله - ﷺ - بالفتح فأباه وأمره بقراءة الضم، ومن ثم فالضم(٣)قراءة النبي - ﷺ -، ويقول أبو عمرو الداني: "نأخذ بالوجهين لنتابع عاصما على قراءته ونوافق حفصا على اختياره"(٤).
فقراءة حفص هنا تؤكد أن الضم ربما كان يمثل مرحلة سابقة للفتح في اللغة الحجازية، بمعني أن الضم استعملته القبائل العربية على اختلافها، ثم مالت القبائل الحجازية إلى الفتح تخفيفا؛ ليتلاءم مع تحضرها ورقيها، مع الحفاظ على لغة الضم، ومن ثم يعد الباحث الضم لغة أولى والفتح لغة ثانية.
٢ـ حركة الكسر :
(٢) ربما يقصد بالمخالفة هنا أنه أضاف قراءة أخرى بجانب قراءة عاصم؛ إذ اخذ عنه الفتح، وقرأ كذلك بالضم للأثر. انظر : التمهيد / المبحث الثاني.
(٣) الكشف ٢/١٨٦ والجامع ٦/١٢٨ والإتحاف ٢/٣٥٩
(٤) إبراز المعاني ٤٩٤