ـ ولدا : مريم ٧٧ ونوح ٢١، قرئ بفتح الواو واللام، وبضم الواو وإسكان اللام، والفتح قراءة حفص(١)، وهنا لغتان، والفتح هو اللغة المشهورة في الابن والابنة؛ لذا فهو أقوى في المعنى؛ لأن فيه إنكارا لقولهم: (المسيح ابن الله)، وهو الإله الحقيقي(٢)، وذكر أبو حيان أن الفتح على الجنس لا ملحوظا فيه الإفراد وإن كان مفردا للفظ(٣)، وقيل: الفتح مفردا والإسكان جمعا، ورأي الباحث أنهما لغتان والفتح لغة الحجاز، حيث إنه قراءة حفص وأهل الحرمين، والإسكان لغة تميم وقبائل شرق الجزيرة؛ لأنه قراءة أهل الكوفة ما عدا حفصا.
ـ عربا : الواقعة ٣٧، بالتحريك ضما وبالإسكان، والضم قراءة حفص(٤)، وهو الأصل، والإسكان استخفافا(٥)، ويعتقد الباحث أن التحريك لغة الحجاز؛ لأنه قراءة حفص وأهل الحرمين، والإسكان لغة تميم؛ حيث إنه قراءة أهل الكوفة عدا حفص.
واللافت للنظر هنا أن هذا النموذج يعكس ما ذكرناه من قبل من أن الضم أصعب نطقا، فيتناسب وجفاء البدوي وغلظته وشدته؛ لأن الضم هنا لغة الحجاز والإسكان لغة تميم، ومن ثم فليس في اللغات قانون يجعل الظاهرة اللغوية تسير على نسق واحد، فقد مر بنا أن القبائل العربية شرقا وغربا تتبادل الخفة والخشونة في كثير من الظواهر اللغوية كالتحريك والإسكان وتناوب الحركات وغيرها.
ثانيا : الإسكان والبدء بمقطع مغلق :
(٢) حجة ابن خالويه ٢٣٩، والكشف ٢/٩٢
(٣) البحر ٦/٢١٣
(٤) النشر ٢/٢١٦، والإتحاف ٢/٤٠٦
(٥) حجة ابن خالويه ٣٤٠