وعلى شاكلة ما سبق الكلمات الآتية(١): حسنا: البقرة ٨٣ والبخل: النساء ٣٧ والرشد: الأعراف ١٤٦ وعقبا ونكرا: الكهف ٤٤، ٧٤ و الرهب: القصص ٣٢ ونذرا : المرسلات ٦
وبعد.. فقد تبين للباحث أن قراءة حفص قد جمعت بين التحريك والإسكان في الكلمات الثلاثية التي احتملت قراءتها تحريك العين وإسكانها، ومن ثم يمكن القول بأن قبائل غرب الجزيرة. تلك القبائل الحجازية المتحضرة، لم تؤثر المقاطع المفتوحة، كما أنها لم تنفرد بالمقاطع المغلقة، وإنما جمعت بينهما، ودلالة هذا أنها حافظت على استعمال اللغتين : اللغة الأولى، الأصل، واللغة الثانية، لغة التخفيف، وربما يكون الأمر كذلك بالنسبة للقبائل البدوية، قبائل شرق الجزيرة.
كذلك يمكن للباحث أن يرسي قاعدة، تخلص في أن " إيثار المقاطع المفتوحة يعد مرحلة متقدمة في اللغة، وإيثار المقاطع المغلقة مرحلة متأخرة، ويعد مظهرا من مظاهر التطور اللغوي نحو التخفيف ".
التشديد والتخفيف :
سبق الحديث عن التشديد والتخفيف في موضع آخر؛ فأغنى ذلك عن ذكره هنا، بيد أن النماذج التي عرضت كانت مقصورة على الأفعال، فدعا ذلك الباحث أن يسوق عدة نماذج من الأسماء؛ لتؤكد أن قراءة حفص قد جمعت بين الظاهرتين، وبالتالي فاللغة الحجازية قد استعملت كلتيهما.
ولم يزل الباحث على رأيه بأن التشديد هو الأصل، ومن ثم فهو مرحلة سابقة للتخفيف الذي لجأت إليه اللغة استخفافا ومن ثم فهو لغة ثانية، وأحد مظاهر التطور اللغوي نحو التخفيف.
أولا : التشديد (التضعيف) :
من مظاهر التشديد التي لمسها الباحث في قراءة حفص (تضعيف عين الكلمة)، كما في قوله تعالى:

(١) انظر: السبعة ٤٩٣ وإعراب القراءات السبع ٢/١٧٣ وحجة ابن خالويه ٨٤، ٢٧٧ وجامع البيان ٢/٢٩٤ والعنوان ١٤٧ والكشف ١/٢٥٠، ٢/١٧٣ الجامع ١/٤١٠، ٥/٤٠٢٨، ٦/٥٠٠٠ وكنز المعاني ٢٦٧ والبحر١/٢٨٤، ٧/١١٨والنشر ٢/٢١٦، ٣٤١ والإتحاف ١/٤٠١، ٤٠٥، ٢/٣٤٣ والمهذب ١/٦٢


الصفحة التالية
Icon