وقوله: ﴿مِنْهُمْ﴾ في محلِّ نصب على الحال. قال أبو البقاء: "إمَّا من الذين، وإمَّا من ضميرِ الفاعل في "كفروا" قتل: لم يتغير الحكمُ في المعنى، لأنَّ الضميرَ الفاعل هو نفسُ الموصول، وإنما الخلاف لفظي. وقال الزمشخري: "مِنْ" في قوله: ﴿لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ﴾ للبيانِ كالتي في قوله: ﴿فَاجْتَنِبُواْ الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ﴾ قلت: فعلى هذا يتعلقُ "منهم" بمحذوفٍ، فإنْ قلت: هو على جَعْلِه حالاً متعلقٌ أيضاً بمحذوفٌ. قلت: الفرقُ بينهما أنَّ جَعْلَه حالاً يتعلَّقُ بمحذوفٍ، ذلك المحذوفُ هو الحالُ في الحقيقة، وعلى هذا الوجهِ يتعلَّقُ بفعلٍ مفسِّر للموصولِ الأولِ، كأنه قيل: أعني منهم، ولا محلِّ لـ "أعني" لأنها جملةٌ تفسيرية. وقال الشيخ: "ومِنْ" في "منهم" للتبعيض أي: كائناً منهم، والربطُ حاصلٌ بالضمير، فكأنه قيل: كافرُهم، وليسوا كلَّهم بَقُوا على الكفر" انتهى. يعني: هذا تقديرٌ لكونِها تبعيضيةً وهو معنى كونِها في محلِّ نصب على الحال.
* ﴿ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
(٥/٤١٩)
---


الصفحة التالية
Icon