الثامن: أن "الله" خبر أول، و"في السموات" خبر ثان. قال الزمخشري: "على معنى: أنَّه الله وأنه في السموات وفي الأرض، وعلى معنى: أنه عالمٌ بما فيها لا يخفى عليه شيء، كأنه ذاته فيهما" قال الشيخ: " وهذا ضعيفٌ لأن المجرور بـ"في" لا يدل على كون مقيد، إنما يدل على كونٍ مُطْلَق" وهذا سهلُ الجواب لتقدُّمِه مراراً.
التاسع: أن يكون "هو" مبتدأ و"الله" بدل منه، و"يَعْلَمُ" خبره، و"في السموات" على ما تقدَّم.
العاشر: أن يكون "الله" بدلاً أيضاً، و"في السموات" الخبرُ بالمعنى الذي قال الزمخشري.
الحادي عشر: أن "هو" ضمير الشأن في محل رفع بالابتداء، والجلالة مبتدأ ثان، وخبرها "في السموات" بالمعنى المتقدَّم أو "يَعْلَمُ" والجملة خبر الأول - وهو الثاني عشر - مفسرةً له.
وأمَّا "يَعْلَمُ" فقد عَرَفْت تفاصيل ما تقدَّم أنه يجوز أن يكون مستأنفاً، فلا محل [له]، أو في محل رفع خبراً، أو في محل نصب على الحال، و"سِرَّكم وجهرَكم": يجوز أن يكونا على بابهما من المصدرية ويكونان مضافين للفاعل. وأجاز أبو البقاء أن يكونا واقعين موقع المفعول به أي مُسَرَّكم ومَجْهوركم، واستدل بقوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ ولا دليلَ [فيه] لأنه يجوز أن تكون "ما" مصدرية. و"ما" في "ما تكسبون" يحتمل أن تكون مصدريةً - وهو الأليق لمناسبة المصدَرَيْن قبلها - وأن تكون بمعنى الذي.
* ﴿ فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ﴾
(٦/١٢٦)
---


الصفحة التالية
Icon