قوله: ﴿مَنْ أَسْلَمَ﴾ "مَنْ" يجوز أن تكون نكرةً موصوفة واقعةً موقعَ اسمِ جمع، أي: أول فريق أسلم، وأن تكون موصولة أي: أول الفريق الذي أسلم. وأفرد الضمير في "اسلم" إمَّا باعتبار لفظ "فريق" المقدَّر، وإمَّا باعتبار لفظ "مَنْ" وقد تقدَّم الكلام على "أول" وكيف يُضاف إلى مفرد بالتأويل المذكور في البقرة.
قوله: ﴿وَلاَ تَكُونَنَّ﴾ فيه تأويلان، أحدهما على إضمار القول أي: وقيل لي: لا تكونَنَّ، قال أبو البقاء: "ولو كان معطوفاً على ما قله لفظاً لقال: و"أنْ لا أكون" وإليه نحا أبو القاسم الزمخشري فإنه قال: "ولا تكونَنَّ: وقيل لي لا تكونَنَّ ومعناه: وأُمرت بالإسلام ونُهيت عن الشرك" والثاني: أنه معطوف على معمول "قل" حملاً على المعنى، والمعنى: قل إني قيل لي: كن أولَ مَنْ أسلم ولا تكونن من المشركين [فهما] جميعاً محملان على القول، لكن أتى الأول بغير لفظ القول وفيه معناه، فحمل الثاني على المعنى. وقيل]: هو عطف على "قل" أُمِرَ بأن يقول كذا ونهى عن كذا.
* ﴿ قُلْ إِنِّيا أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
قوله تعالى: ﴿إِنْ عَصَيْتُ﴾: شرط حُذِفَ جوابه لدلالة ما قبله عليه، ولذلك جيء بفعل الشرط ماضياً، وهذه الجملة الشرطية فيها وجهان، أحدهما: أنه معترضٌ بين الفعل وهو "أخاف" وبين مفعوله وهو "عذاب". والثاني: أنها في محلِّ نصب على الحال. قال الشيخ: "كأنه قيل: إني أخاف عاصياً ربِّي" وفيه نظرٌ، إذ المعنى يأباه. و"أخاف" وما في حَيِّزه. خبر لـ "إنَّ" وما في حيزها في محل نصب بـ "قل".
* ﴿ مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾
(٦/١٤٩)
---


الصفحة التالية
Icon