والنصب من وجهين أحدهما: أنه مفعول مقدَّمٌ لـ "يَصْرِف" والضمير في "عنه" على هذا يتعيَّن عَوْدُه على العذاب المتقدم، والتقدير: أيَّ شخص يَصْرِف اللَّهُ عن العذاب. والثاني: أنه منصوب على الاشتغال بفعل مضمر لا يبرز، يفسره هذا الظاهر من معناه لا من لفظه، والتقدير: مَنْ نُكْرِمْ أو مَنْ نُنَجِّ يَصْرِفِ الله. والضمير في "عنه" للشرطية. وأمَّا مفعول "يَصْرِفْ" على هذا فيحتمل الوجهين المتقدمين، أعني كونه مذكوراً وهو "يومئذ" على حذفِ مضاف، أو محذوفاً اختصاراً.
وأمَّا القراءة الثانية فـ "مَنْ" تحتمل وجهين، أحدهما: أنها في محل رفعٍ بالابتداء، وخبره ما بعده على ما تقدَّم، والفاعل المحذوف هو الله تعالى، يدلُّ عليه قراءة أبي المتقدمة، وفي القائمِ مَقامَه أربعةُ أوجه، أحدهما: أنه ضمير العذاب، والضمير في "عنه" يعود على "مَنْ" فقط، والظرف فيه حينئذ ثلاثة أوجه، أحدها: أنه منصوب بـ "يُصْرَف" الثاني: أنه منصوب بالعذاب أي: الذي قام ضميره مقام الفاعل، قاله أبو البقاء، ويلزم منه إعمال المصدر مضمراً، وقد يقال: يُعْتفر ذلك في الظروف. الثالث: قال أبو البقاء: "إنه حال من الضمير" قلت: يعني الضمير الذي قام مقام الفاعل، وجاز وقوعُ الحال ظرف زمان لأنها عن معنًى لا عن جثة.
(٦/١٥١)
---


الصفحة التالية
Icon