وقرأ علقمة: ﴿نُمسُّهم﴾: بنونٍ مضمومة من "أَمَسَّه كذا" "العذابَ" نصباً، والأعمش ويحيى بن وثاب: "يَفْسِقون" بكسر السين، وقد تقدَّم أنها لغة. و"ما" مصدريةٌ على الأظهر، أي: بفِسْقِهم.
* ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلاا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ﴾
قوله: ﴿وَلاا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ في محلِّ هذه الجملة وجهان، أحدهما: النصب عطفاً على قوله "عندي خزائنُ الله" لأنه من جملة المقول، كأنه قال: لا أقول لكم هذا القولَ ولا هذا القولَ، قاله الزمشخري، وفيه نظرٌ من حيث إنه يؤدي إلى أنه يصير التقدير: ولا أقول لكم لا أَعْلَمُ الغيب، وليس بصحيحٍ. والثاني: أنه معطوف على "لا أقول" لا معمولٌ له، فهو أمَرَ أن يُخْبِرَ عن نفسه بهذه الجمل الثلاث فهي معمولة للأمر الذي هو "قل"، وهذا تخريجُ الشيخ، قال بعد أن حكى قول الزمخشري: "ولا يتعيَّنُ ما قاله، بل الظاهرُ أنه معطوفٌ على "ألاَّ أقول" إلى آخره".
* ﴿ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾
(٦/٢٢٧)
---


الصفحة التالية
Icon