قوله: ﴿لِنُسْلِمَ﴾ في هذه اللام أقوال، أحدها: - وهو مذهب سيبويه - أن هذه اللامَ بعد الإرادة والأمر وشبهِهِما متعلقة بمحذوف على أنه خبر للمبتداً وذلك المبتدأ هو مصدر من ذلك الفعل المتقدم، فإذا قلت: أردْتَ لتقوم، وأمرت زيداً ليذهب كان التقدير: الإرادة للقيام والأمر للذهاب، كذا نقل الشيخ ذلك عن سيبويه وأصحابه وفيه ضعفٌ قد قَدَّمْتُه في سورة النساء عند قوله: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ الثاني: أن معفول الأمر والإرادة محذوف، وتقديره: وأُمِرْنا بالإخلاص لنُسْلِمَ
الثالث: قال الزمخشري: "هي تعليل للأمر بمعنى: أُمِرْنا وقيل لنا أسلموا لأجل أن نُسْلم" الرابع: أن اللام زائدة أي: أُمِرْنا أن نُسِلمَ الخامس: أنها معنى الباء أي: بأَنْ نُسْلِمَ. السادس: أن اللام وما بعدها مفعول الأمر واقعة موقع "أن" أي أنهما يتعاقبان فتقول: أمرتُك لتقومَ وأن تقوم، وهذا مهذب الكوفيين. وقال ابن عطية: "ومذهبُ سيبويه أنَّ "لنُسْلِمَ" في مضوع المفعول وأنَّ قولك: "أُمِرْت لأقومَ وأَنْ أقومَ" يجريان سواء وقال الشاعر:
١٩٥٤- أُريد لأَنْسى حبَّها فكأنَّما * تَمثَّلُ لي ليلى بكل طريقِ
وهذا ليس مَذْهب سيبويه إنما مذهبُه ما تقدَّم، وقد تقدَّم تحقيق هذه المسألة في السورة المشارِ إليها قبلُ.
* ﴿ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيا إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
(٦/٢٧٣)
---