قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُن﴾: في "يوم" ثمانية أوجه أحدها- وهو قول الزجاج - أنه مفعول به لا ظرف وهو معطوف على الهاء في "اتقوه" أي: واتقوا يومَ أي عقابَ يومِ يقول أو هَوْلَه أو فَزَعَه، فهو كقوله تعالى في موضع آخر: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي﴾ على المشهور في إعرابه. الثاني: أنه مفعول به أيضاً ولكنه نسق على "السموات والأرض" أي: وهو الذي خلق يوم يقول. الثالث: أنه مفعولٌ لا ذكْرُ مقدراً. الرابع: أنه منصوبٌ بعامل مقدَّرٍ، وذكل العمل المقدر مفعول فعل مقدر أيضاً، والتقدير: واذكروا الإعادة يوم يقول: كن أي: يوم يقول الله للأجساد كوني معادةً. الخامس: أنه عطف على موضع قوله "بالحق" فإنَّ موضعه نصب ويكون "يقول" بمعنى "قال" ماضياً كأنه قيل: وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ويوم قال لها: كن.
السادس: أن يكون "يوم يقول" خبراً مقدماً، والمبتدأ "قوله" و"الحق" صفته، أي: قوله الحق في يوم يقول كن فيكون، وإليه نحا الزمخشري فإنه قال: "قوله الحق مبتدأ ويوم يقول خبره مقدماً عليه، وانتصابه بمعنى الاستقرار كقولك "يوم الجمعة القتال" واليوم بمعنى الحين، والمعنى: أنه خلق السموات والأرض قائماً بالحكم وحين يقول لشيء من الأشياء كن، فيكون ذلك الشيء قوله الحق والحكمة. السابع: أنه منصوب على الظرف، والناصب له معنى الجملة التي هي "قوله الحق" أي: حق قوله في يوم يقول كن الثامن: أنه منصوب بمحذوف دلَّ عليه "بالحق"
قال الزمخشري: "وانتصابُ اليوم بمحذوف دلَّ عليه قوله "بالحق" كأنه قيل: وحين يكونّ ويقدّر يقوم بالحق" قال الشيخ: "وهذا إعراب متكلف".
(٦/٢٧٧)
---