* ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾
قوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا﴾: فيها وجهان، الصحيح منهما: أنها معطوفة على الجملة الاسمية من قوله / "وتلك حُجَّتنا" وعَطْفُ الاسمية على الفعلية وعكسه جائز. والثاني: - أجازه ابن عطية - وهو أن يكون نسقاً على "آتيناها"، ورَدَّهُ الشيخ بأنَّ "آتيناها" لها محل من الإِعراب: إما الخبر، وإمَّا الحال، وهذه لا محل لها لأنها لو كانَتْ معطوفةً على الخبر أو الحال لاشترط فيها رابط. و "كلاً" منصوب بـ "هَدَيْنا" بعده، والتقدير: وكل واحد من هؤلاء المذكورين. قوله: "ومن ذريَّته" الهاء في "ذريته" فيها وجهان، أحدهما: أنها تعود على نوح لأنه اقرب مذكور، ولأن إبراهيم ومَنْ بعده من الأنبياء كلِّهم منسوبون إليه. والثاني أنه يعود على إبراهيم لأنه المحدَّث عنه والقصة مسوقة لذكره وخبره، ولكن رُدَّ هذا القول بكون لوطٍ ليس من ذريته إنما هو ابن أخيه أو أخته، ذكر ذلك مكي وغيره.
(٦/٣٠٧)
---


الصفحة التالية
Icon