قوله: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً﴾ الجمهور بنصب "الشمس" و "القمر" وهي واضحة على قراءة الكوفيين أي: بعطف هذين المنصوبين على المنصوبين بـ "جعل"، و "حُسْباناً" فيه الوجهان في "سكناً" من المفعول الثاني والحال، وأمَّا على قراءة الجماعة فإن اعتقدنا كونه ماضياً فلا بد من إضمار فعلٍ ينصبُهما أي: وجعل الشمس، وإن قلنا إنه غير ماض فمذهب سيبويه أيضاً أن النصب بإضمار فعل، تقول: "هذا ضاربُ زيدٍ الآن أو غداً أو عمراً" بنصب عمرو، وبفعل مقدر لا على موضع المجرور باسم الفاعل، وعلى رأي غيره بكون النصبُ على محل المجرور، وينشدون قوله:
٢٠١١- هل أنت باعثُ دينارٍ لحاجتنا * أو عبدَ رَبٍّ أخاعَوْن بن مِخْراقِ
بنصب "عبد" وهو محتمل للمذهبين. وقال الزمخشري: "أو يعطفان على محل "الليل". فإن قلت: كيف يكون لـ "الليل" محلٌّ والإِضافة حقيقة لأن اسم الفاعل المضاف إليه في معنى المضيّ ولا تقول: زيدٌ ضاربٌ عمراً أمس؟ قلت: ما هو بمعنى الماضي، وإنما هو دالٌّ على فعل مستمر في الأزمنة.
قال الشيخ: "أمَّا قوله إنما هو دالٌّ على فعل مستمر في الأزمنة، يعني فيكون عاملاً ويكون للمجرور إذ ذاك بعده موضع فيعطف عليه "الشمس والقمر". قال: "وهذا ليس بصحيح، إذا كان لا يتقيد بزمن خاص، وإنما هو للاستمرار، فلا يجوز له أن يعمل، ولا لمجروره مَحَلٌّ، وقد نَصُّوا على ذلك وأنشدوا على ذلك:
٢٠١٢- أَلْقَيْتَ كاسبهم في قَعْرِ مُظْلِمَةٍ *..............
(٦/٣٣٨)
---


الصفحة التالية
Icon