وقال الشيخ: "ومن قرأ: "يُخْرَج منه حب متراكب" جاز أن يكون قوله ﴿وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ﴾ معطوفاً عليه نحو: "يُضرب في الدار زيد وفي السوق عمرو" أي أنه يُعطف "قنوان" على "حب"، و "من النخل" معطوف على "منه" ثم قال: "وجاز أن يكون مبتدأ وخبراً وهو الأوجه" والقِنْوان: جمع لـ "قِنْو" كالصِنْوان جمع لصِنْو، والقِنْوُ: العِذْق بكسر العين وهو عنقودُ النخلة، ويقال له الكِباسة، قال امرؤ القيس:
٢٠١٥- وفَرْعٍ يُغَشِّي المَتْنَ أسودَ فاحِمٍ * أثيثٍ كقِنْو النخلة المُتَعَثْكِل
وقال أيضاً:
٢٠١٦- سوامِقُ جَبَّارٍ أَثِيثٍ فروعُه * وعالَيْنَ قِنْواناً من البُسْر أحمرا
والقنوان: جمع تكسير قال أبو علي: "الكسرة التي في قِنْوان ليست التي كانت في قِنْو لأن تلك حذفت في التكسير وعاقبتها كسرة أخرى كما قُدِّر تغيير كسرة "هِجان" جمعاً عن كسرته مفرداً، فكسرة هِجان جمعاً ككسرة ظِراف". قال الواحدي: "وهذا مما توضحه الضمة في آخر "منصور" على قولِ مَنْ قال "يا حارُ" يعني بالضمة ليست التي كانت فيه / في قول مَنْ قال "يا حارِ" يعني بالكسرة". وفيه لغات: فلغةُ الحجاز "قِنْوان" بكسر القاف، وهي قراءة الجمهور. وقرأ الأعمش والحباب عن أبي عمرو والأعرج بضمِّها، ورواها السلمي عن علي بن أبي طالب، وهي لغة قيس، ونقل ابن عطية عكس هذا فجعل الضمَّ لغةَ الحجاز فإنه قال: "وروي عن الأعرج ضم القاف على أنه جمع "قُنو" بضمِّ القاف"، قال الفراء: "وهي لغة قيس وأهل الحجاز، والكسرُ أشهر في العرب".
(٦/٣٤٨)
---