٢٥٦٥ - فلا تَلْحَني فيها فإنَّ بحبِّها * أخاك مصابُ القلب جَمٌّ بَلابلُهْ
قال: فـ"بحبها" متعلقٌ بـ"مُصاب"، وقد تقدَّم على الاسم فكذلك "لهم" يجوز أن يكونَ متعلقاً بـ"عند ربهم" لِما تَضَمَّنَ من الاستقرار، ويكونُ "عند ربهم" هو الخبر.
وقرأ نافعٌ وأبو عمرو وابن عامر "لَسِحْرٌ" والباقون "لَساحر"، فـ"هذا" يجوزُ أن يكونَ إشارةً للقرآن، وأن يكونَ إشارة للرسول على القراءة الأولى، ولكن لا بد من تأويل على قولنا: إن المشار إليه هو النبي عليه السلام، أي: ذو سحر أو جعلوه إياه مبالغةً. وأمَّا على القراءةِ الثانيةِ فالإِشارةُ للرسولِ عليه السلام فقط.
* ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذالِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾ فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: أنه في محلِّ رفعٍ خبراً ثانياً لـ"إنَّ". الثاني: أنه حالٌ. الثالث: أنه مستأنفٌ لا محلَّ له من الإِعراب.
* ﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾: منصوبٌ على المصدر المؤكِّدِ، لأنَّ معنى "إليه مَرْجِعُكُمْ": وَعَدَكم بذلك
وقوله: ﴿حَقّاً﴾ مصدرٌ آخرُ مؤكِّدٌ لمعنى هذا الوعد، وناصبُه مضمر، أي: أَحُقُّ ذلك حقاً. وقيل: انتصب "حقاً" بـ"وَعْدَ" على تقدير "في"، أي: وَعْدَ الله في حق، يعني على التشبيه بالظرف. وقال الأخفش الصغير: "التقدير: وقتَ حق" وأنشد:
(٨/١٢٦)
---


الصفحة التالية
Icon