٢٥٧٠ -................... * ولا يكُ موقفٌ منكِ الوَدَاعا
وقوله:
٢٥٧١ -.................... * يكون مزاجَها عَسَلٌ وماءُ
وقال مكي: "وأجاز الفراء رفع "وعد"، يجعله خبراً لـ"مرجعكم". وأجاز رفعَ "وعد" و "حق" على الابتداء والخبر، وهو حسنٌ، ولم يقرأ به أحد". قلت: نعم لم يرفع وعد وحق معاً أحد، وأمَّا رفعُ "حق" وحده فقد تقدم أن ابن أبي عبلة قرأه، وتقدَّم توجيهُه. ولا يجوز أن يكون "وعدَ الله" عاملاً في "أنه" لأنه قد وُصِف بقوله "حقاً" قاله أبو الفتح.
وقرىء "وَعَدَ اللَّهُ" بلفظ الفعل الماضي ورفعِ الجلالة فاعلةً، وعلى هذه يكون "أنه يَبْدَأ" معمولاً له إنْ كان هذا القارىءُ يفتح "أنه".
والجمهور على "يَبْدأُ" بفتح الياء مِنْ بدأ، وابن أبي طلحة "يُبْدِىء" مِنْ أَبْدا، وبَدَأ وأبدأ بمعنى.
قوله: ﴿لِيَجْزِيَ﴾ متعلق بقوله "ثم يُعيده"، و "بالقساطِ" متعلقٌ بـ"يَجْزي". ويجوز أن يكونَ حالاً: إمَّا من الفاعلِ او المفعول أي: يَجْزيهم ملتبساً بالقسط أو ملتبسين به. والقِسْط: العدل.
قوله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ يحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون مرفوعاً بالابتداء، والجملةُ بعده [خبره]. الثاني: أن يكون منصوباً عطفاً على الموصول قبلَه، وتكونُ الجملةُ بعده مبيِّنَةً لجزائهم. و "شراب" [يجوز أَنْ] كونَ فاعلاً، وأن يكون مبتدأ، [والأولُ أَوْلَى].
قوله: ﴿بِمَا كَانُواْ﴾ الظاهرُ تعلُّقُه بالاستقرار المضمر في الجارِّ الواقع خبراً، والتقدير: استقر لهم شراب من جهنم وعذاب أليم بما كانوا. وجَوَّز أبو البقاء فيه وجهين - ولم يذكر غيرهما - الأول: أن يكونَ صفةً أخرى لـ"عذاب". والثاني: أن يكونَ خبر مبتدأ محذوف، وهذا لا معنى له ولا حاجةَ إلى العُدول عن الأول.
(٨/١٢٨)
---