و "كبير" صفةٌ لـ"يوم" مبالغةً لما يقع فيه من الأهوال وقيل: بل "كبير" صفةٌ لـ"عذاب" فهو منصوبٌ وإنما خُفِضَ على الجِوار كقولهم: "هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ" بجرِّ "خَرِبٍ" وهو صفةٌ لـ"جُحر" وقولِ امرىء القيس:
٢٦٣٤ - كأن ثَبِيراً في عَرانين وَبْلِه * كبيرُ أناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّل
بجر "مُزَمّل" وهو صفةٌ لـ"كبيرُ". وقد تقدَّمَ القولُ في ذلك مشبعاً في سورة المائدة.
* ﴿ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾
قوله تعالى: ﴿يَثْنُونَ﴾: قراءةُ الجمهورِ بفتح الياء وسكونِ الثاءِ المثلثةِ، وهو مضارعُ ثَنَى يَثْني ثَنْياً، أي: طوى وزَوَى، و "صدورَهم" مفعول به والمعنى: "يَحْرِفون صدورَهم ووجوههم عن الحق وقبولِه" والأصل: يَثْيِيُون فأُعِلَّ بحذفِ الضمةِ عن الياء، ثم تُحْذَفُ الياءُ لالتقاءِ الساكنين.
وقرأ سعيد بن جبير "يُثْنُون" بضم الياء وهو مضارع أَثْنَى كأكرم.
(٨/٢٥٤)
---


الصفحة التالية
Icon