(٩/٢٢٥)
---
و "خصيم" فَعِيْل، مثالُ مبالغةٍ مِنْ خَصَم بمعنى اختصم، ويجوز أن يكونَ مُخاصِم كالخَلِيط والجَلِيس.
* ﴿ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا﴾: العامَّةُ على النصبِ وفيه وجهان، أحدُهما: نصبٌ على الاشتغالِ، وهو أرجحُ مِن الرفعِ لتقدُّمِ جملةٍ فِعليةٍ. والثاني: أنه نصبٌ على عَطْفِه على "الإنسان"، قاله الزمخشريُّ وابنُ عطية، فيكون "خَلَقَها" على هذا مؤكِّداً، وعلى الأول مفسِّراً. وقُرئ في الشاذِّ و "الأنعامُ" رفعاً وهي مَرْجُوحَةٌ.
قوله: ﴿لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ﴾ يجوز أن يَتَعَلَّقَ "لكم" بـ "خَلَقَها"، أي: لأجلِكم ولمنافعِكم، ويكون "فيها" خبراً مقدماً، "ودِفْءٌ" مبتداً مؤخراً. ويجوز أن يكونَ "لكم" هو الخبر، و "فيها" متعلِّقٌ بما تعلَّقَ به الخبرُ، أو يكونَ "فيها" حالاً من "دِفْء"أنه لو تاخَّر لكان صفةً له، أو يكونَ "فيها" هو الخبرَ، و "لكم" متعلِّقٌ بما تعلَّق به، أو يكونَ حالاً مِنْ "دِفْء" قاله أبو البقاء. ورَدَّه الشيخ بأنه إذا كان العاملُ في الحال معنوياً فلا يتقدَّم على الجملةِ بأسرها، لا يجوز: "قائماً في الدار زيدٌ" فإنْ تأخَّرَتْ نحو: "زيدٌ في الدار قائماً" جازَ بلا خلافٍ، أو توسَّطَتْ/ فخلافٌ، أجازه الأخفشُ، ومنعه غيرُه.
قلت: ولقائلٍ أن يقولَ: لَمَّا تقدَّمَ العاملُ فيها وهي معه جاز تقديمُها عليه بحالها، إلاَّ أنْ يقولَ: لا يَلْزَمُ مِنْ تقديمِها عليه وهو متأخرٌ تقديمُها عليه وهو متقدمٌ، لزيادةِ القبح.
(٩/٢٢٦)
---