وقال أهل اللغة: الأصوافُ للضَّأْن، والأَوْبار للإبِل، والشَّعْر للمَعِز. والأَثاث: مَتاعُ البيت إذا كان كثيراً. وأصلُه مِنْ أثَّ الشعرُ والنَّباتُ إذا كَثُفا وتكاثرا. قال امرؤ القيس:
٣٠١٠- وفَرْعٍ يُغْشَي المَتْنَ أسودَ فاحمٍ * أثيثٍِ كقِنْوِ النخلةِ المُتَعَثْكِلِ
ونساء أَثائِثُ، أي: كثيراتُ اللحمِ، كأنَّ عليهن أَثاثاً، وتَأَثَّث فلانٌ: كَثُر أثاثُه. وقال الزمخشري: "الأثاث ما جَدَّ مِنْ فَرْشِ البيت، والخُرْثِيُّ: ما قَدُم منها"، وأنشد:
٣٠١١- تقادَم العهدُ مِنْ أُمِّ الوليد بنا * دَهْراً وصار أثاثُ البيتِ خُرْثَّيا
وهل له واحدٌ من لفظه؟ فقال الفراء: لا. وقال أبو زيد: "واحدة: أَثاثَةٌ، وجمعُه في القلَّة "أثِثَّة، كتَبات وأَبِتَّة". قال الشيخ: "وفي الكثير على "أَثَثٍ". وفيه نظر؛ لأنَّ فَعالاً المُضَعَّف يلزمُ جَمْعُه على أَفْعِلَة في القلة والكثرة، ولا يُجْمع على فُعُل إلا في لفظتين شَذَّتا، وهما: عُنُن وحُجُج جمع عِنان وحِجاج، وقد نصَّ النحاة على مَنْع القياس عليهما، فلا يجوز: زِمام وزُمُم بل أَزِمَّة. وقال الخليل: "الأَثَاثُ والمَتاع واحدٌ، وجُمِع بينهما لاختلافِ لَفْظَيْهِما كقوله:
٣٠١٢-............................. * وأَلْفَى قولَها كَذِباً ومَيْنا
[وقوله]:
٣٠١٣-........................... * أتى مِنْ دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
* ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿أَكْنَاناً﴾: جمع "كِنّ" وهو ما حَفِظَ مظِن الريح والمطرِ، وهو في الجبل: الغار.
قوله: ﴿تَقِيكُمُ الْحَرَّ﴾ قيل: حُذِف المعطوفُ لفَهْمِ المعنى، أي: والبردَ كقوله:
(٩/٢٨٨)
---


الصفحة التالية
Icon