قوله تعالى: ﴿السَّلَمَ﴾: العامَّةُ على فتحِ السين واللام، وقرأ أبو عمروٍ في روايةٍ بسكونِ اللامِ. ومجاهدٌ بضم السين واللام. وقرأ أبو عمروٍ في روايةٍ بسكونِ اللامِ. ومجاهدٌ بضم السين واللام، وكأنه جمع "سَلام" نحو قَذَال وقُذُل، والسَّلام والسَّلَم واحدٌ، وقد تقدَّم الكلامُ عليهما في سورة النساء.
* ﴿ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾: يجوز أن يكونَ مبتدأً، والخبرُ "زِدْناهم" وهو واضحٌ. وجوَّز ابنُ عطية أن يكونَ ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ بدلاً مِنْ فاعلِ "يَفْتَرُوْن"، ويكون "زِدْناهم" مستأنفاً. ويجوز أن يكونَ ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ نصباً على الذمِّ أو رفعاً عليه، فَيُضْمَرُ الناصبُ والمبتدأُ وجوباً.
* ﴿ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَاؤُلآءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾
قوله تعالى: ﴿تِبْيَاناً﴾: يجوز أن يكونَ في موضعِ الحال، ويجوز أن يكونَ مفعولاً مِنْ أجله وهو مصدرٌ، ولم يَجِيءْ من المصادرِ على هذه الزِّنَةِ إلا لفظان: هذا وتِلْقاء، وفي الأسماء كثيرٌ نحو: التِّمْساح والتِّمْثال. وأمَّا المصادر فقياسُها فتحُ الأولِ دلالةً على التكثير كالتِّطواف والتِّجْوال. وقال ابن عطية: "إنَّ التِّبْيان اسمٌ وليس بمصدرٍ"، والنَّحْويون على خلافِه.
(٩/٢٩١)
---


الصفحة التالية
Icon