قوله: ﴿وَلَاكِن مَّن شَرَحَ﴾ الاستدراكُ واضحٌ؛ لأنَّ قوله: ﴿إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ﴾ قد يَسْبق الوهمُ إلى الاستثناء مطلقاً فاستدرك هذا. وقولُه ﴿وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ﴾ لا ينفي ذلك الوهم. و "مَنْ": إمَّا شرطيةٌ أو موصولةٌ، ولكن متى جُعِلَتْ شرطيةً فلا بدُّ من إضمارِ مبتدأ قبلها؛ لأنه لا يليها الجملُ الشرطيةُ، قاله الشيخ ثم قال: "ومثلُه:
٣٠١٧-............................ * ولكن متى يَسْتَرْفِدِ القومُ أَرْفِدِ
أي: ولكن أنا متى يَسْتَرْفد" وإنما لم تقعِ الشرطيةُ بعد "لكن" لأنَّ الاستدراكَ لا يقع في الشُّروط. هكذا قيل، وهو ممنوع.
* ﴿ ذالِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾
قوله تعالى: ﴿ذالِكَ بِأَنَّهُمُ﴾: مبتدأ وخبر، كنظائرَ مَرَّتْ، والإشارةُ بـ "ذلك" إلى ما ذُكِرَ من الغضبِ والعذاب؛ ولذلك وُحِّد كقوله: ﴿بَيْنَ ذالِكَ﴾ و [قولِه]
٣٠١٨- كأنه في الجِلْدِ.....................
وقد مَرَّ ذلك.
* ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
(٩/٣٠٢)
---