قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي﴾: يجوز أَنْ ينتصبَ بـ "رحيم"، ولا يلزمُ مِنْ ذلك تقييدُ رحمته بالظرف؛ لأنه إذا رَحِم في هذا اليوم فرحمتُه في غيرِه أَوْلَى وأحْرَى، وأن ينتصِبَ بـ "اذكر" مقدرةً، وراعى معنى "كل" فأنَّثَ الضمائر في قوله "تجادل" إلى آخره، ومثلُه:
٣٠١٩- جادَتْ عليه كلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ فتركْنَ كلَّ *.........................
إلا أنَّه زاد في البيت الجمعَ على المعنى، وقد تقدَّم ذلك أولَ هذا الموضوعِ. وقوله ﴿وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ حَمَلَ على المعنى فلذلك جَمَعَ.
* ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾
قوله تعالى: ﴿وَالْخَوْفِ﴾: العامَّةُ على جَرِّ "الخوف" أحدها: أن يُعطف على "لباس". الثاني: أن يُعْطَفَ على موضعِ "الجوع"؛ لأنه مقعولٌ في المعنى للمصدرِ. التقدير: "أَنْ أَلْبَسَهم الجوعُ والخوفَ"، قاله أبو البقاء، وهو بعيدٌ؛ لأنَّ اللباسَ اسمُ ما يُلْبَسُ، وهو استعارةٌ بليغةٌ كما سأنبِّهك عليه. الثالث: أن ينتصِبَ بإضمارِ فعلٍ قاله أبو الفضل الرازي. [الرابع: أن يكونَ حَذْفِ مضافٍ، أي:] ولباس الخوف، ثم حُذِفَ وأقيم [المضاف إليه] مُقامَه قاله الزمخشري.
(٩/٣٠٤)
---


الصفحة التالية
Icon