وقرئ "لِيَسْءَ" بضمِّ الياءِ وكسرِ السينِ وياءٍ بعدها، أي: ليُقَبِّحَ اللهُ وجوهكم، أو ليقبِّح الوعدُ، أو البعثُ. وفي مصحفِ أنس "وَجْهَكم" بالإفرادِ كقوله:
٣٠٣٣- كُلوا في بعضِ بطنِكُمُ تَعِفُّوا *..................
[وكقوله:]
٣٠٣٤-........................ * في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجِيْنا
[وكقوله:]
٣٠٣٥-........................ *.......... وأمَّا جِلْدُها فَصَلِيْبُ
قوله: "ولِيَدْخُلُوا" مَنْ جَعَلَ الأولى لامَ "كي" كانت هذه أيضاً لامَ "كي" معطوفةً عليها، عَطْفَ علةٍ على أخرى، ومَنْ جَعَلَها لامَ أمرٍ كأُبَيِّ، أو لامَ قسمٍ كعليّ بن أبي طالب فاللامُ في "لِيَدْخُلوا" تحتمل وجهين: الأمرَ والتعليل، و ﴿كَمَا دَخَلُوهُ﴾ نعتٌ لمصدرٍ محذوفٍ أو حالٌ من ضميره، كما يقول سيبويه، أي: دخولاً كما دخلوه. و ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ ظرفُ زمانٍ، وتقدَّم/ الكلامُ عليها في براءة.
[قوله:] ﴿مَا عَلَوْاْ﴾ يجوز في "ما" أن تكونَ مفعولاً بها، أي: ليُهْلِكُوا الذي عَلَوه، وقيل: ليَهْدِمُوه كقوله:
٣٠٣٦- وما الناسُ إلا عاملان فعامِلٌ * يُُتَبِّرُ ما يَبْني وآخرُ رافِعُ
ويجوز فيها أَنْ تكونَ ظرفيةً، أي: مدةَ استعلائِهِم وهذا مُحْوجٌ إلى حذفِ مفعولٍ، اللهم إلا أَنْ يكونَ القصدُ مجردَ ذِكْرِ الفعلِ نحو: هو يعطي ويمنع.
* ﴿ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً ﴾
قوله تعالى: ﴿حَصِيراً﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى فاعِل، اي: حاصرةً لهم، مُحيطةً بهم، وعلى هذا فكان ينبغي أن يؤنَّثَ بالتاء كخبيرة. وأُجيب: بأنَّها على النسَب، أي ذات حَصْرٍ كقولِه: ﴿السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ﴾ أي ذاتُ انفطارٍ. وقيل: الحَصِيْرُ: الحَبْسُ، قال لبيد:
٣٠٣٧- ومَقامَةٍ غُلْبِ الرجالِ كأنَّهمْ * جِنٌّ لدى بابِ الحصيرِ قيامُ
(٩/٣٢٢)
---