وقرأ مجاهد "أُوَيْرِثٌ" وهو تصغيرُ "وارِث"، والأصلُ وُوَيْرِث بواوين. وَجَبَ قَلْبُ أولاهما همزةً لاجتماعهما متحركين أولَ كلمةٍ، ونحو "أُوُيْصِل" تصغيرَ "واصل". والواو الثانية بدلٌ عن ألفِ فاعِل. وأُوَيْرِث مصروفٌ. لا يُقال: ينبغي أن يكونَ غيرَ مصروفٍ لأنَّ فيه علتين الوصفيةَ ووزنَ الفعل، فإنه بزنة أُبَيْطِر مضارع بَبْطَر، وهذا مِمَّا يكون الاسم فيه منصرفاً في التكبير ممتنعاً في التصغير. لا يُقال ذلك لأنه غَلَطٌ بَيِّنٌ؛ لأنَّ "أُوَيْرِثاً" وزنُه فُوَيْعِل لا أُفَيْعِل بخلافِ "أُحَيْمِر" تصعير "أَحْمَر".
وقرأ الزُّهْري "وارِث" بكسرِ الواو، ويَعْنون بها الإمالةَ.
قوله: "رَضِيَّا" مفعولٌ ثانٍ، وهو فَعِيْل بمعنى فاعِل، وأصلُه رَضِيْوٌ لأنه مِنَ الرِّضْوان.
* ﴿ يازَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً ﴾
قوله: ﴿يَحْيَى﴾: فيه قولان: أحدُهما: أنه سامٌ أعجميٌّ لا اشتقاقَ له، وهذا هو الظاهرُ، ومَنْعُه من الصَّرْفِ للعَلَمِيَّةِ والعُجْمة. وقيل: بل هو منقولٌ من الفعلِ المضارعِ كما سَمَّوْا بيَعْمُرَ ويَعيشَ ويَموتَ، وهو يموتُ بنُ المُزَرَّع.
والجملةُ مِنْ قولِه: ﴿اسْمُهُ يَحْيَى﴾ في محلِّ جَرٍّ صفةً لـ "غُلام" وكذلك ﴿لَمْ نَجْعَل﴾. و"سَمِيَّا" كقوله: "رَضِيَّا" إعراباً وتصريفاً لأنَّه من السُّمُوِّ، وفيه دلالةٌ لقول البصريين: أنَّ الاسمَ من السُّمُوِّ، ولو كان من الوَسْم لقيل: وَسِيما.
* ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً ﴾
(١٠/١١٢)
---