* ﴿ قَالَ كَذالِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً ﴾
قوله: ﴿كَذالِكَ﴾: تقدَّم نظيرُه.
قوله: "وَلِنَجْعَلَه" يجوز أن يكونَ علةً، ومُعَلَّلُه محذوفٌ تقديره: لنجعلَه آيةً للناسِ فَعَلْنا ذلك. ويجوز أَنْ يكونَ نِسَقاً على علةٍ محذوفةٍ تقديره: لِنُبَيِّنَ به قُدْرَتَنا ولنجعَله آيةً. والضميرُ عائدٌ على الغلام، واسم "كان" مضمرٌ فيها، أي: وكان الغلامُ، أي: خَلْقُه وإيجادُه أمراً لا بُدَّ منه/.
* ﴿ فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً ﴾
قوله: ﴿فَانْتَبَذَتْ بِهِ﴾: الجارُّ والمجرورُ في محل نصب على الحال، أي: انتبذَتْ وهو مصاحبٌ لها، كقولِه:
٣٢١٨-........................ * تَدْوْسُ بنا الجَماجِمَ والتَّرِيْبا
* ﴿ فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَاذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً ﴾
قوله: ﴿فَأَجَآءَهَا﴾: الأصلُ في "جاء" أَنْ يتعدَّى لواحدٍ بنفسه، فإذا دَخَلَتْ عليه الهمزةُ كان القياسُ يقتضي تَعَدِّيَه لاثنين. قال الزمخشري: "إلا أنَّ استعمالَه قد تغيَّر بعد النقلِ إلى معنى الإلْجاء، ألا تراكَ لا تقول: جِئْتُ المكانَ وأَجَاْءَنْيهِ زيدٌ، كما تقول: بَلَغْتُه وأَبْلَغَنْيه، ونظيرُه "آتى" حيث لم يُستعمل إلا في الإعطاء ولم تَقُلْ: أتيت المكانَ وآتانِيه فلان". وقال أبو البقاء: الأصلُ "جاءها" ثم عُدِّيَ بالهمزة إلى مفعولٍ ثانٍ، واسْتُعمل بمعنى أَلْجَأَها".
(١٠/١٢٠)
---


الصفحة التالية
Icon