* ﴿ فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ ﴾
قوله: ﴿فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ﴾: اسم "زالَتْ" "تلك" و"عواهم" الخبرُ، هذا هو الصواب. وقد قال الحوفي والزمخشري وأبو البقاء بجواز العكس. وهو مردودٌ بأنه إذا خَفِي الإِعرابُ مع استوائِهما في المُسَوِّغ لكونِ كلٍ منهما اسماً أو خبراً وَجَبَ جَعْلُ المتقدِّم اسماً والمتأخرِ خبراً، وهو من باب "ضرب موسى عيسى" وقد تقدَّم إيضاحُ هذا في أول سورة الأعراف. وهناك شيءٌ لا يتأتَّى ههنا فَلْيُلْتَفَتْ إليه. و"تلك" إشارةٌ إلى الجملةِ المقولة.
قوله: ﴿حَصِيداً﴾ مفعولٌ ثانٍ؛ لأنَّ الجعلَ هنا تصييرٌ. و﴿حَصِيداً خَامِدِينَ﴾: يجدوزُ أَنْ يكونَ من باب "هذا حلٌ حامِضٌ". كأن قيل: جَعَلْناهم جامعين بين الوصفين جميعاً. ويجوز أن يكونَ "خامِدِيْن" حالاً من الضمير في "جَعَلْناهم"، أو من الضميرِ المستكنِّ في "حَصِيداً" فإنَّه في معنى مَحْصُود. ويجوزُ أن يكونيَ مِنْ باب ما تعدَّد فيه الخبرُ نحو: "زيدٌ كاتبٌ شاعرٌ". وجَوَّز أبو البقاء فيه أيضاً أن يكونَ صفةً لـ"حَصيداً" وحَصِيد بمعنى مَحْصود كما تقدَّم؛ فلذلك لم يُجْمع. وقال أبو البقاء: "والتقدير: مثل حصيدٍ، فلذلك لم يُجْمع كما لم يُجْمَعْ "مثل" المقدر" انتهى. وإذا كان بمعنى مَحْصُودين فلا حاجة.
* ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ ﴾
قوله: ﴿لاَعِبِينَ﴾: حلٌ من فاعل "خَلَقْنا".
* ﴿ لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾
قوله: ﴿إِن كُنَّا فَاعِلِينَ﴾: في "إنْ" هذه وجهان، أحدهما: أنها نافيةٌ أي: ما كُنَّا فاعلين. والثاني: أنها شرطيةٌ. وجوابُ الشرطِ محذوفٌ لدلالةِ جوابِ "لو" عليه. والتقدير: إنْ كُنَّا فاعلينَ اتَّخَذْناه.
(١٠/٢٨٢)
---